أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 11 فبراير 2022م “مخاطر الطلاق” ، للشيخ طه ممدوح

خطبة الجمعة القادمة 11 فبراير 2022 بعنوان : “مخاطر الطلاق” ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 10 رجب 1443هـ ، الموافق 11 فبراير 2022م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 فبراير 2022م بصيغة word بعنوان : “مخاطر الطلاق” ، للشيخ طه ممدوح

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 فبراير 2022م بصيغة pdf بعنوان : “مخاطر الطلاق” ، للشيخ طه ممدوح

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 11 فبراير 2022م بعنوان : “مخاطر الطلاق” ، للشيخ طه ممدوح:

 

أولًا: مكانةُ الحياةِ الزوجيةِ في الإسلامِ

ثانيًا: مخاطرُ الطلاقِ

ثالثًا: أسبابُ كثرةِ الطلاقِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 11 فبراير 2022م ، بعنوان : “مخاطر الطلاق” ، كما يلي:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ : (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)، وأشهدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلي آَلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
وبعـــدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة : مخاطر الطلاق

أولًا: مكانةُ الحياةِ الزوجيةِ في الإسلامِ

لقد جعلَ الإسلامُ للحياةِ الزوجيةِ قدسيةً خاصةً ومكانةً ساميةً، ووضعَ عدةَ ضوابطَ لبناءِ الأسرةِ منها:
1ـ الاختيارُ الصحيحُ لكلٍّ من الزوجينِ: فالاختيارُ الصحيحُ من أهمِّ أسبابِ نجاحِ الأسرِ، وسوءُ الاختيارِ يكونُ سببًا لعدمِ الاستقرارِ، لذا كانَ من أهمِّ أسبابِ الطلاقِ المنتشرِ في هذه الأيامِ سوءُ الاختيارِ، فالزوجُ يختارُ الدينَ ويقدّمُ الدينَ على المالِ والجمالِ والحسبِ والنسبِ؛ لقولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، عن أبِي هريرةَ أنّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ “( متفق عليه).
2ـ المعاشرةُ بالمعروفِ: قالَ تعالي: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ (النساء: 19)، قال بعضُ المفسرينَ في تفسيرِ قولِهِ تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾، قالُوا: ليستْ المعاشرةُ بالمعروفِ أنْ تمتنعَ عن إيقاعِ الأذىَ بها، بل أنْ تحتملَ الأذىَ منها.
3ـ المودةُ والرحمةُ: تقومُ الأسرةُ على تحقيقِ المودةِ والرحمةِ لإقامةِ المجتمعِ والأفرادِ المتماسكينَ ذوي الفضلِ، قالَ تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم: 21)، نَعَمْ ليسكنَ إليهَا، ولمْ يقلْ ليسكنَ معَهَا، بل قالَ عزَّ وجلَّ: (ليسكنَ إليها)؛ ليُحققَ معنى الاستقرارِ في السلوكِ، والهدوءِ في الشعورِ، ويُحققَ الطمأنينةَ بأسمَى معانيهَا، فكلٌّ مِن الزوجينِ يجدُ في صاحبِهِ الهدوءَ عندَ القلقِ، والبشاشةَ عندَ الضيقِ، بعدَ ذلك تقعُ السعادةُ والطمأنينةُ والراحةُ مواقعَهَا.
إنَّ أساسَ العلاقةِ الزوجيةِ الصحبةُ والاقترانُ القائمانِ على الوُدِّ والأُنسِ والتآلفِ، إنَّ هذه العلاقةَ عميقةُ الجذورِ، بعيدةُ الآمادِ، متينةٌ متماسكةٌ مترابطةٌ متداخلةٌ، إنَّها أشبهُ ما تكونُ بصلةٍ للمرءِ بنفسِهِ، بيَّنَها ربُّنَا -عزَّ وجلَّ- بقولِهِ: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)(البقرة: 187)، فضلًا عما تُهيِّئُهُ هذه العلاقةُ من تربيةِ البنينَ والبنات، وكفالةِ النشءِ التي لا تكونُ إِلَّا في ظلِّ أمومةٍ حانيةٍ، وأبوةٍ كادحةٍ، وأسرةٍ متفاهمةٍ، وبيئةٍ صالحةٍ تقيةٍ زكيةٍ.
كيفَ تكونُ الراحةُ؟ وكيفَ يحصلُ السكنُ والمودةُ؟ وكيفَ تتحققُ الطمأنينةُ والسعادةُ إذَا كانَ أحدُ الزوجينِ ثقيلَ الطبعِ، سيئَ العشرةِ، ضيقَ الأُفُقِ، يغلبُهُ حمقٌ، ويعميهِ تعجُّلٌ، بطيءً في الرضا، سريعًا في الغضبِ، إذا دخلَ فكثيرَ المنِّ، وإذا خرجَ فسيئَ الظنِّ، وقد عَلِمَ أنَّ حُسْنَ العِشرةِ وأسبابَ السعادةِ لا تكونُ إِلَّا في اللِّينِ، والبعدِ عن الظنونِ والأوهامِ التي لا أساسَ لهَا.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة : مخاطر الطلاق

ثانيًا: مخاطرُ الطلاقِ

ومٍمَّا لا شكَّ فيهِ أنَّ الحياةَ الزوجيةَ قد تعتريهَا بعضُ وجهاتِ النظرِ التي قد تنالُ من الصفاءِ الأسريِّ، لذلك نجدُ أنَّ القرآنَ الكريمَ قد وضعَ العلاجَ الناجعَ لها، وبيَّنَ أنَّ الخيرَ كلَّهُ في الصلحِ والتوافقِ والتراضِي والإحسانِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)(سورة النساء: 128)، وإنْ تطلبَ الأمرُ تدخلَ أهلِ الزوجينِ مِن أصحابِ العقلِ والحكمةِ والخبرةِ والصلاحِ والتقويَ فليكنْ تدخلًا كريمًا بنيةِ الإصلاحِ وإزالةِ أسبابِ الخلافِ، حيثُ يقولُ تعالي : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)(سورة النساء: 35) ، وفي ذلكَ الأجرُ العظيمُ عندَ اللهِ (عزَّ وجلَّ) ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ : (لَّا خَيْرَ فِى كَثِيرٍۢ مِّن نَّجْوَىٰهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَٰحٍ بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)(سورة النساء: 114)، ويقولُ نبيُّنَا صلَّي اللهُ عليه وسلم: ( أَلَا أَدُلُّكُم على أَفْضَلَ من درجةِ الصلاةِ والصيامِ والصدقةِ ؟ قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ ، قال : إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ)(رواه أبو داود) .
أمَّا إذَا وصلَ الأمرُ إلي الظنِّ باستحالةِ الاستمرارِ في الحياةِ الزوجيةِ فقد أرشدتْ الشريعةُ إلي التروِّي حتي تهدأَ العاصفةُ، وتلينَ القلوبُ، وتصفُوا الأنفسُ، ويُحَكَّمُ العقلُ، فتحدثُ المراجعةُ، ويعودُ الوفاقُ، حرصًا علي استمرارِ الكيانِ الأسرِي.
لا شكَّ أنَّ الطلاقَ تدميرٌ لبيتٍ أمرَ الشرعُ أنْ يُبنَي علي أساسٍ من السكنِ والمودةِ والرحمةِ، كما أنَّهُ يُحَمِّلُ العديدَ مِن المخاطرِ والآثارِ السلبيةِ علي الأسرةِ، وعلي المجتمعِ، ولا سيّمَا الأبناءُ بما يسببُ لهم انفصالُ الوالدينِ مِن مشكلاتٍ نفسيةٍ، واجتماعيةٍ، واقتصاديةٍ، يفتقدُون معها مقوماتِ التربيةِ الحسنةِ، والتنشئةِ السليمةِ بسببِ ذلك التفككِ الأسريِّ، مما يجعلُهُم عرضةً للاضطرابِ النفسِي، والتأخرِ الدراسِيِّ ـ فيسهلُ انحرافُهُم السلوكِي أو استقطابُهُم وأدلجتُهُم مِن قِبلِ جماعاتِ التطرفِ والعنفِ والإرهابِ، لذَا فإنَّ الشيطانَ يعملُ عملَهُ على إغواءِ أيٍّ من الزوجينِ لتدميرِ بنيانِ الأسرةِ، يقولُ نبيُّنَا صلَّي اللهُ عليه وسلم:(إنَّ إبليسَ يضعُ عرْشَهُ على الماءِ، ثم يَبْعَثُ سَرايَاهُ، فأدْناهُم منهُ منزِلةً أعظمُهُم فتنةً، يجيءُ أحدُهُم فيقولُ: فعلتُ كذَا وكذَا، فيقولُ: ما صنعتَ شيئًا. قال: ثم يجيءُ أحدُهُم فيقولُ: ما تركتُهُ حتى فَرَّقتُ بينَهُ وبينَ امرأتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منهُ ويقولُ: نِعْمَ أنتَ)(رواه مسلم)، مِمَّا يتطلبُ منَّا الفطنةُ واليقظةُ والعملُ علي الإفلاتِ مِن حبائلِ الشيطانِ، فما أجملَ أنْ يسودَ الوفاقُ والاحترامُ والحبُّ بينَ أفرادِ الأسرةِ جميعًا ، حتي يتحققَ الترابطُ والاستقرارُ بينَ المجتمعِ كلِّهِ.
ومِن مفاسدِ الطلاقِ تَشَتُّتُ شَمْلِ الأُسْرَةِ، وَتَفَرُّقُ الأَوْلَادِ بَيْنَ الأَبِ وَالأُمِّ، بَلْ قَدْ يَلْجَؤُونَ لِلقَضَاءِ، لِحَلِّ هَذِهِ المَشَاكِلِ وَ يَبْدَأُ صِرَاعٌ حَوْلَ الحَضَانَةِ قَدْ لَا يَنْتَهِي، وَمَشَاكِلُ ضَحِيَّتُهَا الأَوْلَادُ عِنْدَ الزِّيَارَةِ، تَصِلُ لِخُصُومَاتٍ بَيْنَ الزَّوْجِ وَأَهْلِ مُطَلَّقَتِهِ أَوِ الزَّوْجَةِ وَأَهَلِ مُطَلِّقِهَا بِسَبَبِ زِيَارَةِ الأَطْفَالِ، ومَا يَسْمَعُهُ هَؤُلَاءِ الأَطْفَالُ مِنْ كَلَامٍ جَارِحٍ عَنْ أَبِيهِمْ فِي بَيْتِ أُمِّهِمْ، وَعَنْ أُمِّهِمْ فِي بَيْتِ أَبِيهِمْ، مِمَّا يَتَفَوَّهُ بِهِ الأَهْلُ، فَتَنْكَسِرُ قُلُوبُهُمْ، ووُجُودُ الصِّرَاعَاتِ بَيْنَ الأُسْرَتَيْنِ خَاصَّةً إِذَا كَانُوا ذَوِي قُرْبَى فَتَنْقَطِعُ العَلَاقَاتُ بَيْنَهُمْ بَلْ قَدْ تَتَطَلَّقُ بَعْضُ النِّسَاءِ بِسَبَبِ هَذَا الطَّلَاقِ.
******
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ علي أشرفِ الخلقِ سيدِنَا محمدٍ وعلي آلِهِ وصحبِهِ أجمعين .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة : مخاطر الطلاق

ثالثًا: أسبابُ كثرةِ الطلاقِ

إِنَّ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ الطَّلَاقِ فِي هَذَا الزَّمَانِ مَا تُثِيرُهُ وَسَائِلُ الاِتِّصَالِ الحَدِيثَةِ مِنْ فِتنٍ وَشُكُوكٍ وَسُوءِ ظَنٍّ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَمِنِ اِطِّلَاعٍ مِنْ أَحَدِ الزَّوْجَيْنِ عَلَى مَا يَخُصُّ الآخَر، وَخَاصَّةً المَرْأَةُ الَّتِي تَسْعَى لِلتَّفْتِيشِ فِي أَجْهِزَةِ زَوْجِهَا، وَقَدْ تَجِدُ مَا لَا يَسُرُّهَا وَقَدْ تَكُونُ وَجَدَتْ بِجِهَازِ الزَّوْجِ شَيْئًا وَبَعْضهَا عَنْ طَرِيقِ الخَطَأِ وَلَكِنَّهَا تُعَظِّمُ الأُمُورَ، وَتُخْرِجُ القَضِيَّةَ إِلَى خَارِجِ حُدُودِ بِيْتِ الزَّوْجِيَّةِ، كَذَلِكَ كَثْرَةُ تَذَمُّرِ الزَّوْجَيْنِ مِنْ اِنْشِغَالِ كُلِّ طَرَفٍ بهَذِهِ الأَجْهِزَةِ عَنِ الطَّرَفِ الآخَرِ، لَقَدْ سَبَّبَتْ هَذِهِ الأَجْهِزَةُ الحَدِيثَةُ وَالَّتِي حَوَتْ خَيْرًا وَشَرًّا فِي زَرْعِ الشَّكِّ بَيْنَ بَعْضِ الأَزْوَاجِ، وَنَشَرِ الرَّيْبَةِ، فَغَالِبُ هَذِهِ الأَجْهِزَةِ شَرُّهَا فِي بَعْضِ البُيُوتِ أَعْظَمُ مِنْ نَفْعِهَا وَأَكْبَرُ.
كَذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الطَّلَاقِ: سُوءُ الأَلْفَاظِ الَّتِي يَتَفَوَّهُ بِهَا أَحَدُ الأَطْرَافِ فيُطْلِقُونَ الأَلْفَاظَ المُهِينَةَ عَلَى زَوْجَاتِهِمْ وأزواجِهِم وَيَجْرَحُونَ مَشَاعِرَهُنَّ، وَيَلْجَؤُونَ لِلضَّرْبِ، وَهُوَ خُلُقٌ غَيْرُ نَبِيلٍ لَا يَسْتَعْمِلُهُ الأَتْقِيَّاءُ الأَخْيَارُ، كَذَلِكَ الإِهَانَةُ مِن بَعْضِ الأَزْوَاجِ لِأَقَارِبِ الآخَرِ، وَخَاصَّةً الوَالِدِينِ فَيَصْعُبُ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ أَنْ يَتَقَبَّلَ إِهَانَةَ وَالِدَيْهِ، فَيَرَى أَنَّ الطَّلَاقَ حَلٌّ لِابُدَّ مِنْهُ.
فقد كَثُرَ الطلاقُ اليومَ حينمَا استخفَّ الأزواجُ بالحقوقِ والواجباتِ، وضيَّعُوا الأماناتِ والمسؤولياتِ، سهرٌ إلى ساعاتٍ متأخرةٍ، وضياعٌ لحقوقِ الزوجاتِ، والأبناءِ والبناتِ، كَثُرَ الطلاقُ حينما فقدْنَا زوجًا يَغفرُ الزلَّةَ، ويسترُ العورةَ والهنةَ، كثرَ الطلاقُ حينمَا فقدْنَا زوجًا يخافُ اللهَ، ويتَّقي اللهً، ويرعَى حدودَ اللهِ، ويحفظُ العهودَ والأيامَ التي خلَتْ، والذكرياتِ الجميلةَ التي مضتْ، كثرَ الطلاقُ حينمَا فقدْنَا الصالحاتِ القانتاتِ الحافِظاتِ للغيبِ بمَا حَفِظَ اللهُ، حينمَا أصبحتْ بعضُ النساءِ طليقةَ اللسانِ، طليقةَ العنانِ، تخرجُ متى شاءتْ، وتدخلُ متى أرادَتْ، كثرَ الطلاقُ لما كثرَتْ النعمُ، وبطرَ الناسُ الفضلَ مِن اللهِ والكرمَ، وأصبحَ الغنيُّ ثريًّا؛ يتزوَّجُ اليومَ ويطلِّقُ في الغدِ القريبِ، ولم يعلمْ أنَّ اللهَ سائلَهُ، وأنَّ اللهَ محاسبَهُ، وأنَّ اللهَ موقفَهُ بينَ يديهِ في يومٍ لا ينفعُ فيه مالٌ ولا بنونَ، ولا عشيرةٍ ولا أقربون.َ
فالطلاقُ كلمةٌ مِن الكلماتِ أبكَتْ عيونَ الأزواجِ والزوجاتِ، وروَّعَتْ قلوبَ الأبناءِ والبناتِ، يا لهَا مِن كلمةٍ صغيرةٍ، ولكنَّها جليلةٌ عظيمةٌ خطيرةٌ: الطلاقُ، الوداعُ والفراقُ، والجحيمُ والألمُ الذي لا يُطاقُ.
يا مَن يريدُ الطَّلاقَ، إنْ كانتْ زوجتُكَ ساءتْكَ اليومَ، فقد سرَّتْكَ أيامًا، وإنْ كانتْ أحزنَتْكَ هذا العام، فقدْ سرَّتْكَ أعوامًا، يا مَن يريدُ الطلاقَ، صبرٌ جميلٌ، فإنْ كانتْ المرأةُ ساءتكَ، فلعلَّ اللهَ أنْ يُخرجَ منها ذريَّةً صالحةً تقرُّ بها عينُكِ.
اللهم ألفْ بينَ قلوبِنَا وأصلحْ ذاتَ بينِنَا
الدعاء،،،،، وأقم الصلاة ،،،،،
كتبه: طه ممدوح عبد الوهاب
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

 

 

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »